{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان - ١٩]
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم، إذا أبصرتهم ظننتهم -لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرَّق المضيء.
(التفسير الميسر)
قوله: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} أي: إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة، وكثرتهم، وصباحة وجوههم، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم، حسبتهم لؤلؤا منثورا. ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن.
قال قتاده، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم، كل خادم على عمل ما عليه صاحبه.
(ابن كثير)
قوله تعالى: {حسبتهم لؤلؤا منثورا} قال الإمام الفخر: وفي كيفية التشبيه وجوه:
أحدها: أنهم شبهوا في حسنهم، وصفاء ألوانهم، وانبثاثهم في مجالسهم ومنازلهم في أنواع الخدمة باللؤلؤ المنثور، ولو كانوا صفا لشبهوا باللؤلؤ المنظوم ألا ترى أنه تعالى قال: {ويطوف عليهم ولدان} فإذا كانوا يطوفون كانوا متناثرين.
الثاني: أن هذا من التشبيه العجيب لأن اللؤلؤ إذا كان متفرقا يكون أحسن في المنظر لوقوع شعاع بعضه على بعض.
الثالث: أنهم شبهوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه لأنه أحسن وأجمل، انتهى.
(تفسير الثعالبي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق