الأحد، 25 مايو 2014

تدبر آية (٦)

{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت - آية ٣٤ و٣٥]
 
ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه، وأحسنوا إلى خلقه، وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره، وأساؤوا إلى خلقه.
ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك، وقابل إساءته لك بالإحسان إليه، فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك.
وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة.
(التفسير الميسر)
 
{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} أي: فرق عظيم بين هذه وهذه، {ادفع بالتي هي أحسن} أي: من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر رضي الله عنه: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.
(تفسير ابن كثير)
 
قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب كان معاديا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فصار له وليا بالمصاهرة التي وقعت بينه وبينه، ثم أسلم فصار وليا في الإسلام حميما بالمصاهرة، وقيل: غير ذلك، والأولى حمل الآية على العموم.
(فتح القدير)
 
تأملوا أيها العارفون باللغة العربية كيف جاءت النتيجة بـ (إذا) الفجائية تدل على الحدث الفوري في نتيجتها {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} ولكن هل كل أحد يوفق إلى ذلك؟ لا {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.
(ابن عثيمين - مكارم الأخلاق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق