{ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف - ١٧]
ثم لآتينَّهم من جميع الجهات والجوانب، فأصدهم عن الحق، وأُحسِّن لهم الباطل، وأرغبهم في الدنيا، وأشككهم في الآخرة، ولا تجد أكثر بني آدم شاكرين لك نعمتك.
(التفسير الميسر)
روى سفيان عن منصور عن الحكم بن عتيبة: {من بين أيديهم} من دنياهم. {ومن خلفهم} من آخرتهم. {وعن أيمانهم} يعني حسناتهم. {وعن شمائلهم} يعني سيئاتهم. قال النحاس: وهذا قول حسن وشرحه: أن معنى {ثم لآتينهم من بين أيديهم} من دنياهم، حتى يكذبوا بما فيها من الآيات وأخبار الأمم السالفة {ومن خلفهم} من آخرتهم حتى يكذبوا بها. {وعن أيمانهم} من حسناتهم وأمور دينهم. ويدل على هذا قوله: {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} {وعن شمائلهم} يعني سيئاتهم، أي يتبعون الشهوات؛ لأنه يزينها لهم.
(القرطبي)
قوله تعالى {ولا تجد أكثرهم شاكرين}، هذا الذي ذكر إبليس أنه سيوقع بني آدم فيه قاله ظنا منه أنهم سيطيعونه فيما يدعوهم إليه حتى يهلكهم، وقد بين تعالى في سورة "سبأ" أن ظنه هذا صدق فيهم بقوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه} الآية.
(أضواء البيان)
قال قتادة: أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله.
(إغاثة اللهفان - ابن القيم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق