{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان:٣]
إنا بينَّا له وعرَّفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر؛ ليكون إما مؤمنًا شاكرًا، وإما كفورًا جاحدًا.
(التفسير الميسر)
جمع بين الشاكر والكفور، ولم يجمع بين الشكور والكفور مع اجتماعهما في معنى المبالغة؛نفيا للمبالغة في الشكر وإثباتا لها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فقل شكره، لكثرة النعم عليه وكثرة كفره وإن قل مع الإحسان إليه. حكاه الماوردي.
(تفسير القرطبي)
قال العلماء: هناك ثلاث نعم لا كسب للعبد فيها:
الأولى: وجوده بعد العدم. وهو تفضل من الله تعالى كما قال: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}، ومن جعله الله عقيما فلن ينجب قط.
الثانية: نعمة الإيمان. كما في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.
الثالثة: دخول الجنة. كما في الحديث : "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" . قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا؛ إلا أن يتغمدني الله برحمته ".
(أضواء البيان - بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق